Sunday, December 18, 2011

ميثـــــــــــاق الحياة




حينما يحلّ علينا فصل الشتاء ،

وأرى رياح عاتية تعصف بالأجواء ،

وأمطار غزيرة و ثلوج تتساقط من السماء ،

والناس تحت مظلاتهم يسرعون للاختباء ...



رجلاً يرتدي معطفاً يلّتحفُ به ليقيه برد الشتاء ،

والآخر يمسك بمظلة ويعاند بها الهواء ،

ويكاد الهواء من شدته أن يحلّق بهما في عنان السماء ...



ومتحابان تشابكا الأيادي وأقسما بحبهما ،

على أن لا يفترقا مهما جرى ،

ولمَحتُ نظرةَ حب وحياة في عينيهما لحظة الالتقاء ،

ورأيت وعداً وميثاقاً قطعاه على نفسهما ،

بالموت لو حانت لحظة الفراق ...



فذكّرني هذا بالذي مضى ،

وتذكرت قسم الحب الذي قطعناه معاً ،

ونظرات الحب والحياة التي كانت تُحيينا ،

والوعود والمواثيق التي نكثتّها الأيام والليالي ...



ولمحت شريداً يجلس وحيداً ،

تكاد الرياح والأمطار والثلوج أن تُرديه صريعاً ،

بدون سابق معرفة اقبلت عليه ،

لا أعرف لماذا ، ولكني خِفتُ عليه من الموت ...



شريداً يترنّح من التعب يشرف على الإغماء ،

وسمعت صوتاً له يكاد يُسمع ،

يستنجد بمن حوله ، ولكن لا أحد يسمع ويُلبي النداء ...



اقبلت عليه لأجده النصف الآخر من ميثاق الحياة ،

وقد عصفت بنا الدنيا ،

واغرقتنا أمطار الليالي في الأحزان ...



دَقّ القلب لنفتح صفحة الذكريات ،

ونُعيد قسماً وعهداً قطعناه في يوم مضى ،

وتشابكت الأيادي بعد أن افترقت ،

وقد ذاق كل منّا كأس الموت في الفراق ...